فيغولي يعلن استعداده الانضمام لـ"الخضر" وبن شيخة يرجئ استدعاءه

الجزائر - صالح
نجح اللاعب الجزائري الشاب سفيان فيغولي في أن يصنع لنفسه اسماً لامعاً في سماء الكرة الفرنسية، لكن هذا الفتى الذي اشتد عوده يحاول اليوم جاهدا العودة إلى مقدمة الأحداث من بوابة نادي فالنسيا الإسباني و ربما المنتخب الجزائري بالرغم من لعنة الإصابات التي ظلت تلاحقه منذ سنتين.

لم يعرف فيغولي المولود يوم 26 ديسمبر/كانون أول 1989 بمنطقة لوفالو بيري، من أبوين جزائريين، في مشواره بفرنسا سوى فريق غرونوبل الذي انضم إليه عام 1995 واستمر معه لمدة خمسة أعوام كاملة، قبل أن يغادره مع بداية الموسم الجديد نحو نادي فالنسيا الإسباني في صفقة انتقال حر، باحثا عن المجد والشهرة التي افتقدها بموطن مولده.

لعب فيغولي أول مباراة له في دوري الدرجة الأولى الفرنسي يوم 9 أغسطس 2008، في المواجهة التي فاز بها غرونوبل على مضيفه سوشو 2/1. قبلها شارك فيغولي في ثلاث مباريات في أول ظهور له مع المحترفين بدوري الدرجة الثانية في موسم 2006/2007، ثم 26 مباراة في الموسم الموالي نجح خلالها من تسجيل هدفين.

وحافظ اللاعب على نفس عدد المشاركات في موسم 2008/2009 الذي صادف صعود غرونوبل إلى دوري الدرجة الأولى. و عرقلة الإصابات المتوالية مسيرة اللاعب مع الفريق الموسم الماضي، حيث لم يظهر معه إلا في خمس مناسبات. و إجمالا لعب فيغولي مع الفريق الأول لغرونوبل 60 مباراة منها 31 مباراة في الدرجة الأولى (27 مرة كأساسي) و 29 مباراة في الدرجة الثانية (16 مرة كأساسي) سجل خلالها ثلاثة أهداف فقط، علما أنه يلعب في منصب متوسط ميدان هجومي.

الإمكانيات الفنية والبدنية و المهارات التي اكتسبها اللاعب، جعلت القائمين على شؤون المنتخب الفرنسي للشباب يسارعون إلى استدعائه، فكانت أول مباراة له مع المنتخب يوم 9 سبتمبر/أيلول 2008، وفي شهر أكتوبر /تشرين أول من نفس السنة وضعه المدرب السابق للديكة ريمون دومينيك ضمن القائمة الأولية لتدعيم المنتخب الفرنسي تحسبا لتصفيات كأس العالم 2010، التي استضافتها جنوب إفريقيا.

تألق فيغولي مع ناديه غرونوبل ونجاحه في الاختبار الأول مع أمال الديكة، جعل النقاد و المختصين يطلقون عليه اسم "زيزو 2"، لقناعتهم بأنه يمكن أن يكون خليفة الأسطورة زين الدين زيدان، فهو برأيهم يملك كل مواصفات النجم زيزو من ذكاء في اللعب ومهارات نادرة.

وكأن القدر أراد طريقا آخر للاعب الذي لم يستسلم للأمر الواقع و بدأ رحلة التخلص من تداعيات الإصابة التي كادت أن تنهي مشواره مبكرا. ورغم الظروف الصعبة التي مر بها ،أبدت أندية كبيرة كليون وليل (فرنسا) و تشيلزي و ليفربول و ايفرتون (انكلترا) و بوروسيا دورتموند (ألمانيا) و جوفنتوس و إنتر ميلان (إيطاليا) و اتلتيكو مدريد (إسبانيا) في انتداب فيغولي، غير أن الأخير فضل الالتحاق بفالنسيا ووقع يوم 22 إبريل (نيسان) عقدا مع النادي لمدة أربع سنوات.

وعلق فيغولي عل انضمامه لنادي "الخفافيش"بالقول" فالنسيا لم يخدعني و هو أحد كبار أوروبا و كان دائما مهتما بي. إنه الفريق الذي يناسبني، أتمنى أن أجد ضالتي معه و التتويج بألقاب عديدة".

و لم يكن انضمام اللاعب لنادي فالنسيا مفروشا بالورود، فإضافة إلى ثراء التشكيلة التي يقودها المدرب التركي، اوناي ايمري، زادت الإصابات في تعقيد وضعيته مع النادي الإسباني، حيث لم يشارك إلا في 27 دقيقة في مباراتين شاركا فيهما كاحتياطي. مما جعل الصحافة الإسبانية تصنف التحاقه بالدوري الإسباني ضمن أسوء الصفقات لهذا الموسم.
المنتخب الجزائري.. طوق النجاة؟



وحتى وإن عانده الحظ في أكثر من مرة، لاحت في الأفق فرصة لفيغولي من أجل بعث مشواره من جديد، هذه المرة ليس من بوابة ناد أوروبي، بل من بوابة المنتخب الجزائري الذي عبر مسئولوه في أكثر من مرة عن رغبتهم الملحة في ضم اللاعب للفريق ليشكل الإضافة المطلوبة.

ويمكن لفيغولي اللعب للمنتخب الجزائري دون أي إشكال، بعد تعديل الاتحاد الدولي لكرة القدم للوائحه في مؤتمر عقده بجزر البهماس في يونيو (حزيران) 2009.

وأكد مصدر مطلع في اتحاد الكرة الجزائري أن فيغولي حسم أمره، وأعلن استعداده للانضمام إلى كتيبة "الخضر"، غير أن المدرب عبد الحق بن شيخة أرجأ استدعائه إلى وقت لاحق بسبب ربما عدم جاهزيته للمباراة خاصة و أنه عائد للتو من الإصابة.

ومن دون شك، فإن فيغولي يعلق آمالا كبيرة على تشكيلة المنتخب الجزائري للعودة إلى الواجهة بطموحات ستختلف حتما عن تلك التي سماها لنفسه في بداية مشواره الكروي.