التطرف العاطفي (المبالغة) ـ
*********************
حين
يحب أحدنا شخصا ما ، ويعجب بشيئ من صفاته أو أخلاقه ، فعليه أن يدرك ألا
يمدح كل شيئ فيه ، متجاوزا الحق والعدل، فالمراهقون الذين يلهبون عواطفهم
فتصبح نارا …. حبك نار، بعدك نار، قربك نار ، وتتكون لدى المحب منهم رغبة
شديدة فى تقليد محبوبه وتقديس أفعاله والاغضاء الكامل عن أخطائه متجاوزين
عقولهم وموازينهم الدقيقة .
إن انقلاب العاطفة من النقيض إلى النقيض
لأمر كثير الحدوث عند توفر الأسباب وذلك إذا سيطرت العاطفة على العقل ،
وعواطف المرأة على وجه الخصوص أقوى من عواطف الرجل ، حيث تسمع الزوجة مديحا
وثناءا وشكرا عاليا حتى إذا غضبت أو خاصمت تفجر ذلك الغضب بعبارات تجرد
ذلك الزوج من كل الفضائل لتعطى انطباعا بالجحيم الذى احتملته طوال سنين
الزواج.
كما قال عليه الصلاة والسلام: « رأيت النار ورأيت أكثر أهلها
النساء ». قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: ( يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان؛
لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط)
وكلما كانت ثقافة العقول ضحلة وضعيفة كلما كانت عاطفة صاحب ذلك العقل فوارة
متطرفة لا تحسن التوازن فى امورها ولا تقول الا فى حبها ولا تغضبها ولهذا
فإن التقدم الدينى والحضرى يجعل اصحابه اقرب للعقول منهم الى العواطف فى
تجد فى قلوبهم كثير من المدح أو الذم على عكس الأمم النامية أو المتخلفة
فبضاعتهاالكلام والبلاغة والخطب الرنانة والمدح والذم.
فلا تمضِ أخى
الكريم مع عاطفتك إلى طريق لا رجعة فيه وتذكر أن هناك ثوابت ومتغيرات وأن
التوازن هو سمة العقلاء واذكر قول المصطفى : (قال : أحبب حبيبك هوناً ما ،
عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هونا ما ، عسى أن يكون حبيبك
يوماً ما )